تراجعات عالمية للأسهم وسط مخاوف بريكست، كوفيد-19، وتأخر التحفيز الأمريكي

شهدت أسواق الأسهم العالمية انخفاضًا جماعيًا، مدفوعة باستمرار حالة الجمود في اتفاق "بريكست"، والشكوك المحيطة بحزمة التحفيز الأمريكية، والارتفاع المتزايد في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
افتتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في "وول ستريت" تعاملات يوم أمس على تراجع ملحوظ، حيث أثرت التأخيرات المتواصلة في إقرار حزمة تحفيز مالي جديدة سلبًا على معنويات المستثمرين، بالرغم من التقدم الذي أحرزته الهيئات التنظيمية نحو الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح كوفيد - 19.
ووفقًا لـ "رويترز"، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 64.77 نقطة، أي ما يعادل 0.22 في المائة، ليصل إلى مستوى 29934.49 نقطة. كما شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضًا بواقع 16 نقطة، أو 0.44 في المائة، ليصل إلى 3652.10 نقطة. في حين نزل مؤشر ناسداك المجمع 65.45 نقطة، أو 0.53 في المائة، إلى 12340.35 نقطة.
يُذكر أن مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية كانت قد أغلقت على انخفاض في اليوم السابق، ولكن ليس عند أدنى مستوياتها خلال الجلسة، حيث كان المستثمرون يتطلعون إلى دلائل تشير إلى إحراز تقدم في محادثات التحفيز المالي لدعم الاقتصاد، وذلك بعد صدور بيانات سوق العمل التي أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في طلبات إعانة البطالة.
وفي القارة الأوروبية، تراجعت الأسهم يوم أمس، منهيةً أسبوعًا زاخرًا بالأحداث وسط حالة من الحذر الشديد، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة بشأن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي جائحة كوفيد - 19، ومصير الاتفاق التجاري المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تعثر تدابير التحفيز الأمريكية.
هبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2 في المائة، مواصلاً خسائره بعد التوقعات الاقتصادية المتشائمة لعام 2021 الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي، والتي أدت إلى إغلاق المؤشر على انخفاض في اليوم السابق.
وقد أوقف المؤشر سلسلة مكاسب استمرت لخمسة أسابيع متتالية، وذلك بسبب تعثر المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، مما أثار احتمالات خروج بريطانيا من التكتل الاقتصادي دون التوصل إلى اتفاق تجاري.
وتراجعت أسهم شركة "سانوفي" لصناعة الأدوية بنسبة 2.1 في المائة، بعد أن أعلنت الشركة أن "لقاحًا محتملاً لكوفيد - 19 تطوره بالتعاون مع شركة "جلاكسو سميثكلاين" قد أظهر استجابة مناعية غير كافية في التجارب السريرية". كما انخفضت أسهم شركة "جلاكسو" بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المائة.
وعلى الصعيد الآسيوي، تراجع مؤشر نيكاي الياباني يوم أمس، مسجلاً أول خسارة أسبوعية له في ستة أسابيع، حيث تضاءلت الشهية للمخاطرة نتيجة للضبابية التي تكتنف ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتحفيز الأمريكي، والمخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد - 19 داخل البلاد.
انخفض مؤشر "نيكاي" بنسبة 0.39 في المائة ليغلق عند مستوى 26652.52 نقطة، مسجلاً خسارة قدرها 0.37 في المائة خلال الأسبوع. ومع ذلك، ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 0.33 في المائة ليغلق عند 1782.01 نقطة، محققًا ربحًا قدره 0.34 في المائة في الأسبوع.
وصرح رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا يوم أمس بأن "وضع فيروس كورونا في البلاد حرج للغاية"، لكنه أضاف أنه "لا يفكر في الوقت الحالي في تعليق برنامج حكومي يهدف إلى دعم السفر الداخلي".
وازدادت المعنويات ضعفًا بعد التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والذي قال فيه "إن هناك احتمالًا قويًا بأن تفشل بريطانيا والاتحاد الأوروبي في إبرام اتفاق تجاري".
وقال تاكيو كاماي، رئيس خدمات التنفيذ لدى شركة الاستثمار سي.إل.إس.إيه: "مع اقتراب الموعد النهائي المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن السوق تعاني من حالة شلل نتيجة للضبابية الشديدة التي تسيطر عليها".
وانخفض سهم مجموعة سوفت بنك، ذو الثقل الكبير على مؤشر نيكاي، بنسبة 4.7 في المائة بعد يومين من تحقيق مكاسب كبيرة مدفوعة بتقرير يتحدث عن احتمال إعادة شراء أسهم، والطرح العام الأولي الناجح لشركة "دور داش".
في المقابل، ارتفع سهم شركة تويوتا موتور بنسبة 4.6 في المائة، حيث استقبل المستثمرون بحفاوة تجديد سيارتها ميراي التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، وذلك في الوقت الذي تكثف فيه الحكومة التدابير الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون.
كما أضاف سهم شركة نينتندو 2.3 في المائة، حيث أثار الارتفاع في أعداد الإصابات بكوفيد - 19 من جديد الاهتمام بالسهم الذي عادة ما يستفيد من فرض قيود أكثر صرامة على التجمعات الاجتماعية.
وتجاوز عدد الأسهم الرابحة عدد الأسهم الخاسرة بمعدل اثنين إلى واحد، مدعومًا بالآمال المعلقة على تعاف اقتصادي وشيك، وذلك في الوقت الذي يبدو فيه أن اللقاحات المضادة لكوفيد - 19 في طريقها إلى التوزيع في العديد من دول العالم.
وفي كوريا الجنوبية، ارتفع مؤشر أسعار الأسهم المركب لكوريا الجنوبية كوسبي KOSPI يوم أمس بواقع 23.60 نقطة، أو 0.86 في المائة، ليغلق عند مستوى 2770.06 نقطة.
وفي باكستان، أنهى مؤشر بورصة كراتشي، كبرى أسواق الأسهم الباكستانية، جلسة تداولات يوم أمس على ارتفاع طفيف بنسبة 0.39 في المائة، أي ما يعادل 164 نقطة، ليقفل عند مستوى 42470 نقطة.
وبلغ حجم الأسهم المتداولة 302.793.694 سهمًا، وشملت التداولات أسهم 386 شركة، ارتفعت قيمة أسهم 209 شركات منها، وتراجعت قيمة أسهم 157 شركة، بينما استقرت قيمة أسهم 20 شركة.
وعلى الصعيد العربي، أغلق مؤشر بورصة بيروت لتداول الأسهم والأوراق المالية يوم أمس على انخفاض بنسبة 0.85 في المائة، أي ما يعادل خمس نقاط، ليغلق عند مستوى 612.37 نقطة.
وبلغت كمية الأسهم المتداولة 403 آلاف و465 سهمًا، بقيمة إجمالية قدرها 621 ألفًا و144 دولارًا أمريكيًا، تم تنفيذها من خلال 17 صفقة. كما تراجعت قيمة رأس المال السوقي للشركات المدرجة لتصل إلى ستة ملايين و257 ألف دولار، مقارنة بستة ملايين و310 آلاف دولار في جلسة التداول السابقة.
وفي الأردن، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة متواضعة بلغت 0.77 في المائة، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 1592.7 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي حوالي 5.8 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 5.6 مليون دينار أردني في الأسبوع الذي سبقه، مسجلاً بذلك نسبة ارتفاع قدرها 3.3 في المائة. وفي المقابل، بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي حوالي 20 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 28.1 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق. وبلغ عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي 31.9 مليون سهم، تم تنفيذها من خلال 10609 صفقات.